top of page

نساء الكرامة في ساحات السويدا


مالينا زيد، ناشطة في الحراك السلمي في السويداء.




شدَّت الهمَّة و دخلت في ساحة الحراك حاضرة بكل الأدوار، مسموعة الرأي ويحسب لدورها المهم، و إصرارها على استمرار الحراك بسلميته التي لن تدوم دونها، صوتها عال مسموع، قالت النساء كلمتها وأعلنتها ثورة وانتفاضة، سموها ما شئتم لا عودة نحن انطلقنا ومن يريد الانضمام فالساحة تتسع للجميع.


 هذه المرة غير المرات السابقات إنه اليوم المنشود 17/08/2023  وكل يوم النساء تزداد عددا ونوعا، عاملة، فلاحة، طبيبة، معلمة، ممرضة، فنانة وإعلامية وربة منزل وشيخة دين وطالبة وشاعرة وأديبة وقائدة ومنظمة لهذا الحراك مشاركة بكل تفاصيله، وكلمتها مسموعة بين الجميع بحضورها "تمون على الكل".


لم تكن مشاركة المرأة في تواجدها في ساحة الكرامة فقط، بل هي جزء أساسي من جلسات النقاش التي تمت وتتم مع الممثلين/ات الدوليين الذين يسألون عن مطالب الحراك والتي أعلناها منذ اليوم الأول للحراك، مطلبنا الحرية وتطبيق القرار 2254  والانتقال السلمي للسلطة وإسقاط منظومة الاستبداد الشمولية. 


الانتفاضة ليست ضد شخص الدكتاتور المستبد فقط بل ضد منظومة الاستبداد، ولم تغب مبادرات النساء يوما عن الساحة.

بدأنا بمبادرة "من ممثل الحراك ؟؟" وكانت  عبارة عن مرآة حملتها سيدة  وكتب على ورقة بأعلاها (ممثل الحراك) وجالت بها على المتظاهرين والمتظاهرات وكل شخص رأى نفسه ممثل وممثلة الحراك.


  ثم جاءت مبادرة "قمحنا من بيادرنا وخبزنا من معاجننا"  وكانت رداً واستباقا لتخوين أبواق النظام التقليدية حول العمالة والتمويل الخارجي  واقتسم المتظاهرين والمتظاهرات  "لقمة اللبن" فيما بينهم وبنفس الوقت تزامنت مع مبادرة اللباس الشعبي للمرأة في السويداء.

ومن أكثر المبادرات التي كان لها أثر سياسي كبير واجتماعي وإنساني هي مبادرة المعتقلين والمغيبين قسرياً والمنسيين التي كانت يوم 10/10/2023  في يوم جلسة  المحكمة الدولية لمحاكمة النظام  في لاهاي ، حيث رفعت 700 صورة لهم ولهن في ساحة الكرامة في السويداء المدينة والريف في صلخد وشهبا عملت المرأة على تجهيز الصور من طباعة والتنسيق للحصول على داتا بأسمائهن/م.


حاضرة المرأة في جلسات الحوار في مضافات السويداء وريفها جنبا إلى جنب مع الرجل وفي لقاءات مشايخ الدين.

لن يغب عنها المشاركة الكبيرة جدا في كتابة وتصميم وصياغة عبارات الشعارات التي ترفع في الساحة وهي تراقب أي لافتة لا تخدم الحراك و هدفه الوطني تقوم بإبعادها، وتلك الأهازيج الثورية المقتبسة من الفلكلور الجنوبي. 


قامت المرأة بتأليف أغاني الحراك وغنيت بصوت نسائي فهي المؤلفة والمغنية صوتها يصدح بشموخ وإن سألتها؟

تقول تلك المرأة التي تدعي أنها لا تعرف الخوف أنها منذ اليوم الأول انخرطت في الحراك عندما كانت المشاركة خجولة متوجسة - بما فيهم هي نفسها - لكن في عمقها كان هناك شيء آخر وتقول: إنها انتفاضة عجيبة .. هل رأيت في تاريخ الشعوب انتفاضة تشبهها؟ وإن سُئلت وما العجيب الذي لفت انتباهك؟

قالت : في هذه الانتفاضة رجال كنا نتوجس الاقتراب منهم أو المرور بجانبهم خوفا .. الآن هم شركاء درب يرفعون من قيمة النساء بكل تحركاتهم .. ثم همست مقتربة: أنا أعلم أن نظرتهم للمرأة نمطية، لكني على يقين أنهم يموتون في سبيل عزة المرأة. 

تصمت .. وتستذكر شيئا ما .. تأخذ نفسا عميقا ثم تكمل: هذه الثورة علمتنا الكثير .. وهذا الشعب خلوق ... قد نقع في بعض الأخطاء ولكننا نتعلم ونمضي ونعتبر أنفسنا نقفز خطوات بالاتجاه الصحيح. 


تسأل عن دور النساء في هذا الحراك؟ 

قالت النساء كلمتها …النساء لهن كل  الدور ... وتكاد تجزم أنه لو انسحبت النساء من هذا الحراك وهذا الذي لن يحدث لتحولت الساحة إلى فوضى وربما إلى اقتتال أهلي وهذه حقيقة يراها الرجال كما النساء تماما. 

لبعض النسوة دور مهم جدا، فبوصلة المحبة والسلم لديهن دقيقة وحساسة جدا .. لذلك هن يعتبرن أنفسهن صمامات الأمان للجميع ويبدو أنهن نصبن أنفسهن حاميات للحراك بحكم المواقف التي مرت. 

هن محبات .. محبوبات من قبل  الغالبية  وتجهرن بذلك يعملن على كافة المستويات وبشكل متوازن  فهن صاحبات المبادرة يحاولن الانخراط في العمل السياسي صلة وصل بين الجميع .


في هذا الحراك تجلت صورة الإنسان السوري بأبهى حلة ... بإنسانيته .. بأخلاقه .. بحضارته .. بسلميته .. بقدرته على الإبداع .. بآفاق عقله اللامحدودة لو أتيحت له الفرصة ... وهذا يبدو واضحا من خلال المبادرات التي يراها العالم أجمع ومن خلال الدور الذي يقوم به الجميع لتوحيد الكلمة بالرغم من كل محاولات النظام اللاشرعي لشق صفوف المتظاهرين بكل الوسائل إلا العنف.


 وإن سُألن فيما بينهن أخائفات من استخدام العنف في السويداء؟

يضحكن باستنكار ويقلن: هذا النظام المجرم كيف سيحمي الأقليات لو استخدم بحقهم العنف؟؟؟ 

بالرغم من كل وحشيته فهذا النظام الفاشل لن يفعلها في السويداء -على الرغم من شعوري أنه يتمنى.

برميل واحد كفيل بإبادة الحراك وربما السويداء وتاريخه شاهد .. ولكن لو استخدم العنف بحق السويداء سوف يعري نفسه وكذبته التاريخية بأنه حامي الأقليات لذلك نحن لسنا خائفات .. ولكن هناك ما هو أخطر وأمضى هو إشعال الفتن ودس السم في العسل بتحريض أبناء الجلدة الواحدة على بعضهم لشق صفوف المجتمع الأهلي .. هذا ما نخشاه وهذا ما نحاربه .... ثورتنا مركبة .. فمن جهتنا  نحن نعمل بشكل أفقي لإحباط الأصوات صاحبة الأجندات التي تهدد سلمية الحراك و وطنيته.



مالينا زيد، ناشطة في الحراك السلمي في السويداء.



٣٧ مشاهدة
bottom of page